كلمة الإدارة

خلال عامنا الأول كشركة مدرجة في السوق المالية السعودية (تداول)، واصلت المجموعة بناء مسيرة نجاحها الممتدة لأكثر من ٢٥ عاماً. حرصنا خلالها على الاستمرار بتوفير رعاية صحية عالية الجودة لمرضانا وفق أرقى مستويات التميز الطبي وواصلنا تعزيز حضورنا من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية في شبكة منشآتنا الصحية، كما قمنا بتقديم خدماتنا المتميزة لأكثر من 3.2 مليون مريض وتوجيه طواقمنا ذات الكفاءة العالية للعمل في المواقع التي هي في أمس الحاجة لهم، إلى جانب تقديم مجموعة واسعة من الحلول التقنية المتطورة لتعزيز تجربة المرضى وتلبية احتياجات شركائنا من مزودي الرعاية الصحية. كما أبدينا سرعةً كبيرةً في الاستجابة للعقبات التي أوجدتها جائحة (كوفيد-19) وقدرة عالية على الاستمرار بتحقيق أهداف نمونا الطموحة من خلال التزامنا الراسخ بمعايير السلامة والابتكار والحفاظ على درجة عالية من المرونة في الاستجابة لهذه البيئة المتغيرة بوتيرة سريعة.

نجاح مستمر ومرونة في وجه التحديات

يحمل تقريرنا هذا العام عنوان «أداءٌ راسخ يتخطى التحديات»، وهو يسلط الضوء على سجلنا الحافل بالإنجازات في بناء نموذج أعمال مرن وقابل للتوسع ويتسم بالجاهزية لتحقيق المزيد من النمو في المستقبل. وفي بيئة تشغيلية متقلبة، أظهرنا قدرة عالية على الاستجابة للجائحة العالمية مع الحفاظ على التزامنا الراسخ بالركائز الثلاث التي تقوم عليها استراتيجيتنا، وذلك بفضل اعتمادنا نهجاً مؤسسياً قائماً على النمو والالتزام بأرقى معايير الابتكار والكفاءة.

نحن فخورون للغاية بالإنجازات التي أحرزناها هذا العام بما في ذلك إطلاق وتوسيع خدماتنا وقدراتنا الرقمية، واستجابتنا الاستباقية والمرنة لجائحة (كوفيد-19)، والتزامنا المستمر بتحقيق النمو وتعزيز حضورنا، واستمرارنا بتطوير المواهب والتعليم الطبي المستمر من خلال قنواتنا الرقمية، والتزامنا الراسخ تجاه صحة وسلامة المرضى من خلال خدمات الرعاية المبتكرة وحملات التوعية بالأمراض. أثبتت حلول تقنيات الرعاية الصحية التي نقدمها أهميتها الحيوية في ترسيخ مكانتنا الرائدة في السوق، كما حظيت بتقدير وثقة مؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة حيث سعت للاستفادة من خبراتنا الواسعة من أجل تلبية احتياجاتهم الأكثر ضرورة. ويغمرني الفخر بما لمسته من تفانٍ ومسؤولية عالية بين كوادرنا، ولا سيما العاملين في الصفوف الأمامية الذين أظهروا شجاعةً منقطعة النظير ولعبوا دوراً محورياً داعماً لوطننا في المعركة ضد أصعب أزمة صحية شهدها العالم في التاريخ الحديث.

نقفُ بعزمٍ في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة (كوفيد-19)

يعمل موظفونا بتفانٍ وجدٍ وإخلاص وسط ظروف استثنائية للغاية فرضتها جائحة (كوفيد-19). وقد اكتسبنا مع مرور الوقت في ظل هذه الجائحة العالمية خبرة قوية في التعامل معها، حيث تطورت آلية استجابتنا لها منذ أن بدأت الحكومة بتطبيق إجراءات احترازية وتدابير وقائية للحد من تفشي الفيروس. وطالت تأثيرات الجائحة جميع المجالات المرتبطة بأنشطتنا وأعمالنا بدءاً من تأثر سلاسل الإمداد، وقيود الحركة، وقدرة المرضى على زيارة المستشفيات والحاجة للوصول إلى الخدمات والمرافق. وركزت خطط الاستجابة السريعة التي وضعناها على ضمان سلامة المرضى والموظفين، واستمرارية الأعمال دون حدوث أي حالات تفشٍّ للوباء، وقياس التأثيرات المترتبة على أعمالنا من الناحيتين المالية والتشغيلية، الأمر الذي مكننا من وضع عدد من التوقعات المحتملة من أجل التعامل مع متغيرات وتأثيرات الجائحة بكفاءة ومرونة.

وشهدنا خلال العام مستويات عالية من التعاون بين جميع قطاعات أعمالنا من جهة، ومع الهيئات الصحية المحلية من جهة أخرى، في إطار العمل على تقييم الوضع الراهن واتخاذ تدابير وحلول أثبتت كفاءتها وأهميتها في علاج مرضى (كوفيد-19) وتقديم الرعاية اللازمة للمرضى في منازلهم. وقد استثمرت المجموعة في عدة مبادرات للتعامل مع هذه الأزمة، شملت على سبيل المثال لا الحصر تأمين سلاسل التوريد للحصول على الإمدادات الطبية اللازمة وحصول المجموعة على ترخيص رسمي كأول مزود خدمة من القطاع الخاص يحصل على لإجراء اختبارات مسحة الأنف PCR، وتوسيع خدمات الطب الاتصالي وتوصيل الأدوية للمنازل عبر الصيدلية الإلكترونية، وتأمين أسرّة إضافية وتشغيل وحدات العناية المركزة لصالح وزارة الصحة، وإطلاق فريق الاستجابة السريعة، وتقديم المنح والجوائز للعاملين في قطاع الرعاية الصحية بهدف الارتقاء بالتميز البحثي والخاصة بفيروس (كوفيد-19).

نمو مستدام

بالرغم من الظروف التشغيلية الصعبة، حافظنا على التزامنا بتحقيق النمو. ويعود ذلك إلى تصميمنا على المضي قدماً بتنفيذ خطط التوسع حتى خلال أكثر الأوقات تحدياً.

وبينما تجري عمليات الحفر والتشييد مشاريعنا في شمال الرياض وجنوب غرب جدة، نعتزم إضافة أكثر من 1,300 سرير ضمن أربعة مستشفيات جديدة، بما في ذلك مستشفى النساء والولادة والأطفال في مدينة الرياض.

وبفضل سجلنا الحافل بالنجاح في مجال تقديم خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة وشراكاتنا الاستراتيجية مع مزودي التقنيات الطبية والموردين وشركات التأمين والالتزام بتطوير مهارات مزودي الرعاية الصحية في المنطقة، نتبوأ اليوم مكانةً فريدةً تمكننا من اغتنام الفرص المتاحة في قطاع الرعاية الصحية الخاص بما ينسجم مع رؤية المملكة الطموحة 2030.

وخلال وقت سابق من هذا العام، أتممنا عملية إدراج أسهم مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية في السوق المالية السعودية «تداول»، حيث أثمر الاكتتاب عن جمع 2.63 مليار ريال سعودي من خلال طرح 52.5 مليون سهم تمثل 15% من رأس المال المدفوع، ليجسّد ذلك لحظةً فارقةً في تاريخ المجموعة. وكانت الاستجابة الإيجابية التي أبداها المجتمع المالي بمثابة دليل واضح على سمعتنا الموثوقة وسجلنا الحافل بالإنجازات، وقد شعرنا بالفخر حيال الأداء القوي الذي أظهره سهم المجموعة منذ إدراجه في السوق المالية.

أبرز الجوانب التشغيلية

تواصل مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية ترسيخ مكانتها القوية كمزود رائد لخدمات الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة في المنطقة. ومع امتلاكها لستة مستشفيات في المملكة العربية السعودية وآخر في دبي إلى جانب توليها إدارة منشأة طبية في البحرين، تدير المجموعة حالياً أكثر من 1,900 سريرٍ وأكثر من 1,370+ عيادة في المنطقة تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والتخصصية الشاملة جنباً إلى جنب مع خدمات الرعاية الصحية المنزلية. وتضم منشآت الرعاية الصحية التابعة للمجموعة مراكز متميّزة في طب الأورام والأعصاب، كما افتتحنا أيضاً مركزاً جديداً للتصوير التشخيصي والطب النووي الرقمي وعيادة متابعة لمضخات الإنسولين ومراقبة مرضى السكري.

وخلال الربع الثالث من عام 2020م، قدمت مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية بالتعاون مع شركة «سيمنس هيلثنيرز» الألمانية مجموعةً من الحلول المبتكرة والتقنيات الطبية المتطورة في المنطقة لتساهم بذلك في قيادة مسيرة التطور المستقبلي لقطاع الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية. وعمل من خلالها ذراع الهندسة الطبية التابع للمجموعة مع شركة سيمنس على الارتقاء بمستوى تطور خدمات طب الأورام والتصوير التشخيصي في المجموعة بدايةً بأكبر منشأة خاصة للرعاية الصحية في المنطقة الشرقية بمدينة الخُبر مع إطلاق المركز الأحدث لخدمات الطب النووي الرقمي والجناح الأكثر تطوراً للتصوير التشخيصي بالرنين المغناطيسي. وضم المشروع أحدث تقنيات وابتكارات سيمنس المتوفرة في قطاع التصوير التشخيصي العالمي حالياً، وذلك من أجل تحسين تجربة المرضى وتوسيع نطاق خدمات الطب الدقيق وتعزيز عملية التحول الرقمي لقطاع الرعاية الصحية.

ومن جانبها، شهدت صيدليات الحبيب عاماً آخر من الأداء القوي لتساهم بالتالي في تعزيز إيرادات المجموعة. ويواصل قطاع الصيدليات في المجموعة تعزيز قدرته التنافسية من خلال التوسع السريع في وحدة أعمال الصيدلية الإلكترونية وإطلاق خدمة إعادة تعبئة الأدوية بالمساندة التقنية من شركة حلول السحابة.

وفي ذات الوقت، نجحنا بتعزيز سمعتنا كشركة رائدة في مجال التقنية الطبية من خلال طرح العديد من الخدمات الجديدة وتوفير الحلول لمزودي خدمات الرعاية الصحية من القطاعين الحكومي والخاص. واستمر قطاع الحلول في المجموعة بتحقيق النمو خلال عام 2020م، حيث كان هذا العام بمثابة فترة مزدهرة بالنسبة لقطاع الحلول، حيث كانت التكنولوجيا والمنتجات الحديثة التي قدمتها شركة حلول السحابة دوراً رئيسياً في قدرتنا على الاستجابة لأزمة جائحة (كوفيد-19). ووفر قطاع الحلول الأدوات التي مكنتنا من تقديم الرعاية للمرضى في جميع أنحاء المملكة واستقطاب عملاء وشركاء بارزين من القطاعين الحكومي والخاص. وواصل فريق حلول السحابة لدينا توسيع وتعزيز محفظة الحلول التقنية للمجموعة وتلبية احتياجات المرضى وتعزيز الكفاءة في جميع وحدات الأعمال، وكان إطلاق خدمة «الحبيب لايف كير» أحد أبرز خدماتنا في مجال التقنيات الطبية خلال عام 2020م، وهي منصة ذات واجهة سهلة الاستخدام تتيح للمريض التواصل مع الكادر الطبي من أي مكان وعلى مدار الساعة والحصول على الاستشارة الطبية عن بعد عبر تقنية الفيديو. وخلال هذا العام، شهدت المنصة أكثر من 321 مليون عملية استخدام، كما شهد تطبيق المجموعة على الأجهزة الذكية ارتفاعاً كبيراً في معدلات التحميل بتسجيله 905 ألف عملية تحميل وأكثر من 1.26 مليون عملية حجز للمواعيد.

أعظم مواردنا

يتطلب تقديم تجربة متميزة للمرضى توفر فريق متميز من الممرضين والأطباء ومتخصصي الرعاية الصحية من ذوي الكفاءة العالية والخبرة القوية. وهنا لا بد من الإشادة بالجهود العظيمة التي يبذلها موظفونا في مختلف مواقعهم ومستوياتهم والتي هي محل اهتمام كل من أعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ومرضانا. ومع تسارع الطلب على خدمات الرعاية الصحية، يواجه القطاع الصحي في جميع أنحاء المملكة تحديات على مستوى توظيف وتدريب الكوادر المؤهلة والاحتفاظ بها. ولهذا السبب، عملنا على وضع إطار عمل شامل للموارد البشرية وبرنامج تدريبي لتزويد الموظفين بالأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق أعلى مستوى ممكن من الرضا الوظيفي، وتوفير البيئة المتميزة والتدريب اللازم لكوادرنا الحاليين والمستقبليين من أجل تحقيق أعلى درجات التميز.

وبالإضافة لما سبق، أطلقنا هذا العام منصتنا الداخلية للموارد البشرية «موظفي» وهو أحد منتجات شركة حلول السحابة «مهم» بهدف تسهيل عمليات الموارد البشرية وتعزيز رضا الموظفين. كما قمنا بتدريب أكثر من 7,600 مشارك حصلوا على 325 ساعة تعليم طبي مستمر. ونحن فخورون بالحصول على اعتماد لـ 16 برنامجاً للإقامة والزمالة الطبية؛ حيث قمنا بإطلاق أول برنامج إقامة في وحدة العناية المركزة على مستوى القطاع الخاص في المملكة؛ كما قمنا بتسجيل 33 متدرباً جديداً في برنامجٍ تدريبي للخريجين، واستطعنا إنجاز كل ذلك وسط التحول إلى نموذج التعلم الرقمي ومواصلة التحدي ضد جائحة (كوفيد-19). وخلال هذا العام، قمنا بتدريب أكثر من 800 طالب جامعي من خلال شراكاتنا مع الجامعات الخاصة والحكومية.

نظرة نحو المستقبل

وضعت حكومة المملكة العربية السعودية أهدافاً طموحةً لتعزيز مساهمة القطاع الخاص في النهوض بمنظومة الرعاية الصحية، وخصصت الحكومة مبلغ 175 مليار ريال سعودي من ميزانيتها لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية خلال عام 2021م.

وتلتزم مجموعة الدكتور سليمان الحبيب للخدمات الطبية بالحفاظ على وضع مالي مستقر وتحقيق الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية المحددة، ومواصلة العمل وفق نموذج مرن ومتكيف في إطار الاستجابة لهذه البيئة دائمة التغير. وحفاظاً على المكتسبات المحققة من نهجنا المتفائل تجاه النمو وتنويع الخدمات، سنواصل الاستثمار في تطوير حلول الرعاية الصحية وحلول الأعمال المبتكرة لترسيخ مكانتنا الرائدة في هذا القطاع وتعزيز نمو أرباحنا.

وختاماً، أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى جميع موظفينا على جهودهم الاستثنائية، وإلى مرضانا على الثقة في المجموعة لتقديم خدمات رعاية صحية متميزة، وإلى مساهمينا على دعمهم المستمر، وإلى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة على توجيهاتهم الحكيمة خلال هذا العام الذي حمل بين طياته الكثير من التحديات الغير مسبوقة. ونتطلع بكل ثقة وتفاؤل إلى عام 2021م للمضي نحو مواصلة النجاح ومسيرة التطور والريادة بإذن الله.

مرونةٌ عالية وتكيُّفٌ سريع مع التغيُّرات

تركزت جهودنا خلال العام الماضي في ظل ما شهده من ظروف وتحديات استثنائية، على دعم استدامة قدراتنا المالية كإحدى أولوياتنا الرئيسية على المدى الطويل. ونجحت المجموعة في الاستجابة بمرونة عالية للجائحة عبر وضع الاستراتيجيات الفعالة واتخاذ التدابير المناسبة للحد من المخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الظروف. فمنذ ظهور جائحة (كوفيد-19)، وضعنا عدة سيناريوهات لتحليل وتقدير مدى تأثُّر أعمالنا بانتشار الفيروس والقيود المفروضة على الحركة من أجل توقُّعِ الآثار قصيرة ومتوسطة الأجل على إيرادات المجموعة. وفي الربع الثاني من العام، أطلقنا العديد من المبادرات لحماية أعمالنا، مركزين بشكل خاص على إدارة التكاليف الثابتة والمتغيرة والحفاظ على قوة ومتانة المركز المالي للمجموعة.

إيرادات قوية ومتنوعة المصادر

في عام 2020م، ارتفعت إيرادات المجموعة بنسبة 16.9% لتصل إلى 5,861.6 مليون ريال سعودي، بفضل النمو في قطاعات المستشفيات والصيدليات والحلول. فقد ساهم قطاع المستشفيات بنسبة 78.5% في الإيرادات، في حين ساهم قطاع الصيدليات بنسبة 17.1% وساهم قطاع الحلول بنسبة 4.4%، وبزيادة في نسبة مساهمة القطاع في ايرادات المجموعة قدرها 1.2% مقارنةً بالعام 2019م.

ويرجع نمو الإيرادات الذي حققه قطاع المستشفيات إلى ارتفاع معدلات نسب الإشغال لأقسام التنويم خلال الربع الثاني من العام، تليها الزيادة في زيارات العيادات الخارجية بدايةً من الربع الثالث حيث سعى المرضى للحصول على علاجات طبية اختيارية بعد انتهاء الإغلاق العام ورفع القيود المفروضة على الحركة في المملكة. ورغم التحديات التي فرضتها الجائحة، نجحت المجموعة في خدمة 3.2 مليون مريض وهو تقريباً نفس عدد المرضى الذين استفادوا من خدماتها في العام 2019م. كما حققنا زيادة في الإيرادات من عملائنا من الجهات الحكومية، حيث وصلت مساهمة هذه الشريحة إلى 9.7% من إجمالي الإيرادات في العام 2020م، وذلك يعود للدور الذي تقوم به المجموعة في توفير الرعاية لمرضى (كوفيد-19).

وواصل قطاعا الصيدليات والحلول تحقيق نمو في الإيرادات، إذ حقق الأول نمواً بنسبة 17.2% في حين حقق الأخير نمواً بنسبة 60.0%. ونجح قطاع الحلول خلال العام 2020م في الحصول على العديد من العقود مع مؤسسات حكومية وخاصة والتي تطلعت إلى الاستفادة مما توفره المجموعة من قيمة مضافة عبر حلولها المبتكرة في مجال الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن يحقق قطاع الحلول نمواً قوياً في العام 2021م والسنوات القادمة مع استمرار طرح خدمات جديدة وتوقيع المجموعة عقودٍ إضافية مع الجهات الحكومية او الخاصة من أجل تزويد هذه الجهات بأحدث التقنيات والحلول الطبية وتفعيل برامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وحققت المجموعة نمواً في الدخل من العمليات بأكثر من 28.5% ليصل إلى 1,114.9 مليون ريال سعودي مع تحسّن هامش الربح ليصل إلى 19.0% في العام 2020م مقارنةً بنسبة 17.3% في العام 2019م وذلك ثمرةً لمبادرات المجموعة في التحكم بالتكاليف مما دفع بالإيرادات لتنمو بمعدل فاق نمو النفقات التشغيلية. وعلى الرغم من أن مستشفى الخبر لا يزال في مرحلة التسارع في نمو الإيرادات، فقد ارتفعت أرباح المجموعة قبل الاستهلاك والإطفاء والفوائد والزكاة والضرائب (EBITDA) بنسبة 25.8% لتصل إلى 1,491.7 مليون ريال سعودي، بينما ارتفع هامش الأرباح إلى 25.4% في العام 2020م مقارنةً بنسبة 23.6% في العام 2019م، مما يعكس قدرة المجموعة على مواصلة تحقيق الكفاءة في الإنفاق وإدارة التكاليف. كما ارتفع صافي دخل المجموعة بنسبة 21.3%، وبلغ هامش صافي الدخل 18% في العام 2020م مقارنةً بنسبة 17.3% في العام 2019م بسبب ارتفاع معدلات نسب الإشغال لأقسام التنويم ونمو الإيرادات، رغم زيادة تكاليف التمويل المرتبطة بالمشاريع المستقبلية.

أداءٌ مالي قوي يُرسِّخُ الأسس لنموٍ مستدام

تقتضي سياستنا المتعلقة بإدارة رأس المال في الحفاظ على قاعدة مالية متينة بالتوازي مع مواصلة الاستثمار في المشاريع الجديدة وتنويع مصادر إيراداتنا. وانصب تركيزنا خلال العام نحو ضمان قوة ومتانة المركز المالي كمجموعة رائدة في مجالها من خلال تحسين «دورة تحويل الموارد إلى نقد» والتي تحسنت بدرجة كبيرة لتنخفض من 72 يوماً في العام 2019م إلى 45 يوماً في العام 2020م. وجاء ذلك نتيجة المنهجية الفعالة التي اتبعتها المجموعة في إجراءات التحصيل مما أدى إلى انخفاض إجمالي الذمم المدينة مستحقة السداد للمجموعة بنسبة 44% مقارنةً بالعام 2019م وذلك رغم الظروف الصعبة التي شهدها السوق. وبالمثل، ارتفعت التدفقات النقدية من العمليات التشغيلية من 1,059.1 مليون ريال سعودي إلى 2,178.0 مليون ريال سعودي في العام 2020م.

وعلى الرغم من ارتفاع إجمالي موجودات المجموعة إلى 9.5 مليار ريال سعودي نتيجة استثماراتها المستمرة في تطوير البنية التحتية للمستشفيات الجديدة، فإن العائد على الموجودات ارتفع كذلك إلى 11.8% مقارنةً بنسبة 10.9% في العام 2019م، ومن المتوقع أن يستمر هذا التحسن مع النمو المستمر للمستشفيات والمشاريع الجديدة. كذلك، تحسّن العائد على رأس المال العامل ليصل إلى 15.1% مقارنةً بنسبة 13.2% في العام 2019م، في حين ارتفع العائد على حقوق الملكية إلى 22.7% مقارنةً بنسبة 20% في عام 2019م، وبذلك حافظت المجموعة على نسب عوائدها المرتفعة مقارنةً بالمتوسط في القطاع. واستقرت نسبة الدين إلى حقوق الملكية لدى المجموعة عند 0.5 مرة رغم زيادة الاقتراض في العام 2020م. كما شهدت نسبة الدين الصافي مقابل الأرباح قبل احتساب الفائدة والضريبة والاستهلاك تحسناً كبيراً لتصل إلى 0.3 مرة في العام 2020م نتيجة لزيادة الأرصدة النقدية والسيولة بفضل إجراءات التحصيل الفعالة التي اتخذتها المجموعة.

اكتتاب عامٌ ناجح وأداء قويٌّ للسهم بعد الإدراج

في شهر مارس، جمعت المجموعة 2.63 مليار ريال سعودي بعد طرح 52.5 مليون سهم، تمثل 15% من رأس مالها، في السوق المالية السعودية (تداول). وتمت تغطية الأسهم المطروحة من قبل المستثمرين من المؤسسات والأفراد بنحو 83 مرة بقيمة تجاوزت 217 مليار ريال سعودي. وسجل هذا الاكتتاب نجاحاً فاق التوقعات وحقق عدداً من الأرقام القياسية من بينها أكبر عدد طلبات اكتتاب لشركة خاصة خلال عملية بناء سجل الأوامر، وأعلى معدل تغطية للطرح، وأكبر عدد طلبات اكتتاب من شريحة المستثمرين من المؤسسات المحليين والأجانب المؤهلين، وأكبر حجم طلبات شراء من المستثمرين من المؤسسات في العام 2020م. وقد تم تخصيص 10% من إجمالي أسهم الطرح للمكتتبين من شريحة الأفراد في المملكة، في حين تم تخصيص 90% من إجمالي أسهم الطرح لشريحة المستثمرين من المؤسسات شاملا المستثمرين المحليين والخليجيين والأجانب. ورغم التقلبات الحادة وحالة عدم اليقين التي اتسمت بها أجواء السوق نتيجة جائحة (كوفيد-19)، إلا أن سعر السهم حقق أداءً قوياً مقارنةً بمتوسط أداء السوق، حيث سجل ارتفاعاً كبيراً بأكثر من 90% خلال الأشهر الستة الأولى منذ الإدراج (مقارنةً بارتفاع بنسبة 38% سجلها مؤشر السوق الرئيسية «تاسي»).

وبعد أقل من عام، حظينا باعتراف دولي من خلال إدراج أسهمنا في مؤشرات الأسواق الناشئة ضمن مؤشر إم إس سي آي (MSCI) ومؤشر فوتسي راسل (FTSE Russell) بعد أقل من 10 أشهر على إدراج بالسوق المالية السعودية (تداول). كما فازت الشركة بجائزة أبرز الإدراج في العام 2020م في السوق الرئيسية لشركة السوق المالية السعودية «تداول». وفي إطار التزامنا الراسخ تجاه المساهمين، عززنا استراتيجية توزيع الأرباح للعام، ورفع مجلس الإدارة توصيته بتوزيع أرباح عن الربع الرابع بواقع 0.6 ريال سعودي للسهم الواحد، بعد موافقة الجمعية العامة للشركة، لتصل بذلك الأرباح السنوية الموزعة خلال عام 2020م إلى 2.1 ريال سعودي للسهم الواحد أو ما يعادل 70% من صافي دخل المجموعة.

توقعاتنا المستقبلية

إن الأداء المالي القوي للمجموعة يمثل مؤشراً إيجابياً على آفاقها المستقبلية وقدرتها على تعظيم القيمة للمساهمين. فبالنظر إلى ما حققته من نمو كبير بنسبة 21.3% في ربحية السهم بالإضافة إلى معدل توزيعات الأرباح المرتفع والذي ما يقارب الـ 70% في المتوسط خلال العام 2020م، فإن المجموعة ملتزمة بالحفاظ على معدل التوزيعات عند 70% على الأقل في المستقبل وذلك رهنٌ بما تمليه ظروف السوق وتطوراته.

وفي ظل الإمكانات القوية للمجموعة، نحن واثقون بقدرتنا على مواصلة النمو وتحقيق النتائج الإيجابية في المستقبل بإذن الله، مستفيدين من متانة الأسس التي يرتكز عليها قطاع الرعاية الصحية في المملكة وميزاتنا التنافسية واستراتيجيتنا الطموحة للنمو وسيولتنا النقدية القوية. كل هذه المعطيات تُرسِّخُ قناعتنا بأن المجموعة لديها كافة المقومات التي تدعم نموها المستدام وقدرتها على تحقيق أفضل قيمة ممكنة لمساهميها على المدى الطويل.