نجحت مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم في إجراء عملية دقيقة لمريض يبلغ من العمر 31عاماً ، يعاني من نوبات تشنجية صرعية حادة متكررة والشعور بالصداع الشديد، وكذلك عدم القدرة على التركيز والوعي الفكري وصعوبة أداء مهامه اليومية.
هذا ما أوضحه الدكتور ناجي المسعود طبيب جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري الحاصل على الزمالة الألمانية. والذي أضاف بأن المريض وصل للمستشفى وهو في حالة إعياء شديد نتيجة لأعراض التشوه الخلقي. ومباشرةً تم إخضاع المريض للفحوصات المخبرية وأشعة الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي.
وقال الدكتور المسعود بأن نتائج الفحوصات حددت بشكل دقيق وجود تشوه خلقي توسعي خطير في أوردة وشرايين المخ من جهة اليسار بالقرب من جزع الدماغ، الأمر الذي تسبب في حدوث نوبات صرعية حادة دورية تصل في بعض الاحيان إلى مرتين يومياً و 10مرات أسبوعياً، الأمر الذي دعى المريض إلى استخدام أدوية التشنجات والتي لم يتحقق الهدف منها نظراً لشدة الأعراض وحدتها.
وقال الدكتور ناجي بعد دراسة نتائج الفحوصات اتضح أن التشوه التوسعي للأوردة بالمخ والذي يعرف طبياً بأسم (cavernoma) ويعمل على إفراز مادة سامة صفراء اللون داخل الدماغ، الأمر الذي يؤدي لحدوث التشنجات الحادة والتي بسببها تم نقل المريض للمستشفى.
وقد تم شرح تفاصيل العملية للمريض ومن ثم عمل التحضيرات اللازمة ما قبل العملية والتي تضمنت إجراء تخطيط دماغي وفحوصات أخرى أكثر دقة. مشيراً إلى أن العملية استغرقت 6 ساعات باستخدام الميكروسكوب المتطور (Pentaro) وتقنيات الالتراساوند (السونار الموجات فوق الصوتية) والمنظار.
وعن العملية قال الدكتور المسعود أنه تم عمل فتحة صغيرة جداً في الجمجمة أعلى الأذن والدخول من خلال ممر يعرف طبياً باسم (subtemporal approach). حيث تم رؤية التشوه الوريدي بالمنظار والتعامل معه وسحب السوائل الصفراء واستئصال هذا التشوه.
وأكد الدكتور المسعود على نجاح العملية من خلال فحص المريض بعد يوم من الجراحة بإجراء تصوير مقطعي، حيث أظهرت الفحوصات استئصال كامل التشوه ولله الحمد. مفيدأً بأنه تم نقل المريض بعدها لقسم التنويم لمراقبة علامته الحيوية وقد بدأ في التحرك بشكل اعتيادي وبدون مساعدة واختفاء كافة الأعراض المرضية السابق ذكرها.